ضمن الفعاليات الثقافية والأدبية المرافقة لمعرض أربيل الدولي للكتاب بدورته الحادية عشرة عقدت جلسة حوارية حملت عنوان (الكتاب في العراق قبل وبعد) ادارتها الشاعرة امل الجبوري استهلتها بعرض فلم وثائقي من شارع المتنبي  يتحدث عن الكتاب العراقي قبل وبعد 2003 وما هي المعوقات التي تواجهه. خصوصا بعد جرعة الحرية الكبيرة التي دخلت العراق دفعة واحدة حيث سببت انعداما في الرقابة اضافة الى غياب الذائقة الادبية والثقافية لدى الناشر والمتلقي كما يرى مهتمون استطلعت آراؤهم في هذا الفلم. بعد الفلم تحدثت الجبوري عن اهم المعضلات التي تواجه دور النشر العراقية والمتمثلة (بالاستنساخ) للاصدارات والذي تقوم به مجموعة من (سراق) الفكر كما وصفتهم.

تحدث الكتبي عباس عبدالله عن المعوقات التي تواجه طباعة ونشر الكتب في كردستان والتي كانت تعاني من فترة مظلمة على حد وصفه تتعلق بالرقابة الصارمة التي كان يفرضها النظام السابق على المنشورات الكردية، والتي استمرت لحين انتفاضة عام 1991 الحدث المهم الذي غير مجرى صناعة وتوزيع الكتاب في كردستان بعد الحرية التي وفرتها القيادة الكردية لدور النشر. اضافة الى قيام الاستاذ  فخري كريم بتنظيم معرض اقليمي (مصغر) ساهم في تعرف الناشر الكردستاني على دور نشر جديدة بالنسبة له. لذلك كانت النتاجات غزيرة جدا في مرحلة ما بعد الانتفاضة. مضيفا ان التحدي اليوم لم يعد رقابيا على النتاجات كما كان لكنه اصبح تحديا يتعلق بتوزيع تلك النتاجات. وعن مدى تأثر الكتاب الكردي بالكتاب الالكتروني قال عبدالله: ان فكرة الكتاب الالكتروني لا تزال بعيدة عن الشارع الكردي كونها حديثة جدا لذلك لم يتأثر الكتاب الكردي بعد بهذه الفكرة.

فيما استعرض الكتبي قصي البرهان ، صاحب دار مختصة بنشر وتوزيع الكتب والاصدارات العلمية المتعلقة بالمناهج الدراسية للمؤسسات التعليمية والاكاديمية في العراق ، المعوقات التي تواجه مثل هكذا مؤسسة تخصصية قائلا: ان هكذا نوع من المنشورات يحتاج الى تواصل دائم مع المؤسسات العالمية كون الكتب العلمية لها ميزة خاصة اذ انها متجددة باستمرار نتيجة الابحاث والدراسات التي تجري في المراكز العالمية. لذلك يجب تحديث تلك الاصدارات باستمرار, وبما ان البلد كان يعاني من ازمة اقتصادية كبيرة قبل 2003 بسبب الحصار ادت الى انقطاع دور النشر العلمية في العراق عن العالم الخارجي الامر الذي سبب احراجا كبيرا لها. وعن تأثير الكتب العلمية الالكترونية على نظيرتها الورقية قال البرهان: ان اسعار الكتب العملية مرتفعة جدا قياسا بالكتب الاخرى حيث يصل سعر الكتاب احيانا الى (500$) وهذا الرقم كبير لذلك يعمد المتلقي الى اللجوء للكتب الالكترونية من اجل الحصول على ما يريد, لكن ما يعيب الكتب الالكترونية في المجال العلمي انها تصل للمتلقي بعد فترة طويلة وهذ ما يفقدها بعضا من الموضوعية بسبب التحديثات المستمرة لذلك يضطر لاقتناء الكتب الورقية.

الكتبي فارس الكامل من مدينة البصرة تحدث عن تجربته الشخصية مع الكتاب وكيف تحول من قارئ الى بائع للكتب بسبب الأزمة الاقتصادية التي كان يعيشها البلد قبل العام 2003 وان فكرته كانت في بداية الامر الحصول على الكتب من اجل قراءتها كونها كانت شحيحة لكن الامر تطور الى ان اصبح كتبيا له دار نشر ستنتج باكورة اعمالها قريبا. وعن تعاطي القارئ البصري للكتاب ذكر الكامل بأن مدينة البصرة تحتوي على شارع يسمى الفراهيدي هو نسخة مصغرة من شارع المتنبي يحتوي على مجموعة من المكتبات ساهمت بإثراء القارئ البصري بالإصدارات المختلفة كون هذا القارئ هو قارئ نهم متعطش لكل انواع المعرفة لكن هنالك خلل في المؤسسات الحكومية التي تعنى بجانب توزيع الكتاب حيث انها لم تصل بعد لدرجة من الحرفية على حد وصفه. وفيما يخص تأثير عمليات (القرصنة) المتمثلة بالاستنساخ للإصدارات الجديدة على دور النشر ذكر الكامل. بأن لهذه العملية تأثيرا كبيرا في تدني مستوى الانتاج وضياع مجهود الدار الناشرة لذلك يجب اتخاذ اجراءات رادعة للحد من هذه الظاهرة المتفشية في مجال صناعة الكتاب وتسويقه.