الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
واشنطن بوست: داعش يلجأ للأطفال الانتحاريين لتعويض خسائره الفادحة
الأربعاء 24-08-2016
 
المدى برس/ بغداد

 عزت صحيفة أميركية عالمية الانتشار، اليوم الثلاثاء، لجوء (داعش) لدفع الأطفال لتنفيذ عمليات انتحارية، إلى الخسائر "الفادحة" التي تكبدها وتراجع سيطرته على المناطق التي كان يحتلها، في حين حذر باحثون من مغبة ترك آلاف الأطفال من دون تربية وتعليم وسط أجواء العنف مما يسهل استغلالهم من قبل الإرهابيين، داعين إلى حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهونها ضماناً لعدم ظهور جيل ثان من التنظيم.

وقالت صحيفة الواشنطن بوست The Washington Post  الأميركية، في تقرير لها اليوم، تابعته (المدى برس)، إن "تنظيم داعش توجه لزيادة تجنيد الأطفال من أعمار 12 إلى 15 سنة، أو ما يطلق عليه أشبال الخلافة، لتنفيذ عمليات انتحارية، كما حدث في مدينتي كركوك،(250 كم شمال العاصمة بغداد)، وغازي عنتاب، جنوب شرق تركيا مؤخراً"، عادة أن ذلك "نتيجة الخسائر التي تكبدها التنظيم بالأفراد والأراضي".

وذكرت الواشنطن بوست، أن "الطفل الانتحاري في كركوك، انفجر باكياً بعد مسكه من قبل عناصر الشرطة الذين شاهدوه وهو يمشي في الشارع مرتبكا ذهاباً وإياباً لا يعرف ما يفعل، وعندما نزعوا عنه قميص نادي برشلونة الذي كان يرتديه، وجدوا تحته حزاماً ناسفاً مثبتا حول بطنه"، مبينة أن "المسؤولين أكدوا أن عمر ذلك الطفل الانتحاري لا يتجاوز الـ15 سنة".

وأظهر شريط فيديو بثته محطات تلفزيون كردية، أمس الاثنين،(الـ22 من آب 2016 الحالي)، وفقاً للصحيفة، "اللحظات الحرجة اثناء قيام عناصر الشرطة بتجريد الطفل بحذر من الحزام الناسف المثبت حول بطنه حيث تم تلافي وقوع كارثة"، مستدركة "لكن الكثير من الأطفال الانتحاريين سبق أن نفذوا هجمات في الأشهر الأخيرة بعد أن بدأ داعش بإدراج الأطفال ضمن قائمة منفذي عملياته الإرهابية" .

وأضافت الواشنطن بوست، أن "المعلومات الاولية بشأن منفذ التفجير الضخم الذي استهدف حفل زفاف في منطقة غازي عنتاب، السبت الماضي،(العشرين من آب الحالي)، الذي راح ضحيته 50 قتيلاً على الأقل، دلت على أن منفذه طفل يتراوح عمره بين 12 إلى 14 سنة"، لافتة إلى أنه برغم "عدم كشف تنظيم داعش عن أعمار من يجندهم لتنفيذ عملياته الانتحارية عند الإعلان عن مسؤوليته عنها، فأن وجوه الكثير من هؤلاء تظهر أنهم أبعد ما يكونون عن سن البلوغ".

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم، إن هذا "التوجه الذي سلكه داعش هو أحد عواقب التغير التي طرأ على نهج حملته العسكرية، إذ تشير تقديرات الولايات المتحدة إلى أن طائرات التحالف بقيادة أميركا، قد تسببت وعلى امتداد سنتين من الحملة الجوية، بمقل أكثر من 45 ألف مقاتل للتنظيم، ما اضطره إلى تجنيد ما يسميهم بأشبال الخلافة، من الأطفال المحاربين لسد الفجوة التي يعانيها في عدد المقاتلين" .

وقال الباحث حسان حسان، زميل معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط في واشنطن في حديث للصحيفة، إن هذا "التوجه من نتاج استغلال داعش للأطفال"، مبيناً أن "العالم يشهد حالياً ظهور الجيل الثاني للتنظيم، وعندما يحتاج إليهم سيكونون طوع أمره ."

وأوضح حسان، أن "داعش منذ أيامه الأولى كان يفتح مراكز ترفيهية للأطفال وبعد توسع مساحة الأراضي التي احتلها بدأ بفتح معسكرات ومدارس خاصة بهم"، لافتاً إلى أن "المناهج الدراسية التي عثر عليها في المناطق المحررة تعكس النهج الصارم في الخط الذي ينتهجه التنظيم في تعليم الأطفال" .

واستنادا لإفادات الذين نجوا من قبضة (داعش) وفرارهم منه، وفقاً للواشنطن بوست، فانه حتى "الأطفال الايزيديين الذين تم اختطافهم عند هجوم التنظيم على منطقة سنجار قبل سنتين، قد تم اجبارهم على الخضوع لتدريبات عسكرية" .

وتابع الباحث حسان، أن "داعش يفضل أن يجلب المجندون أطفالهم معهم، لأن عقولهم كاللوحة البيضاء يمكنه الكتابة عليها ما يشاء".

وقالت الواشنطن بوست، إن "نهج تنظيم داعش هذا هو صدى لنهج تنظيم القاعدة في العراق الذي استخدم أيضا انتحاريين من الأطفال كان يطلق عليهم تسمية طيور الجنة، كما استخدم تنظيم طالبان الانتحاريين ونقلت الصحيفة، عن مدير شرطة الأقضية والنواحي في كركوك، العميد سرحد قادر، قوله، إن "الطفل الانتحاري الذي إلقي القبض عليه في كركوك، كان يبدو وكأنه تناول مخدراً"، عاداً أن "الأطفال يمكن أن يتسللوا بسهولة إلى مختلف مناطق من دون إثارة الشبهات" .

وأكد قادر، أن "الطفل الانتحاري الذي اعتقل في كركوك، كان خائفاً وهو يبكي، ويتصرف بصورة غير طبيعية وكأنه مصاب بدوار، كما لم يكن وضعه الذهني سوياً تماماً"، مبيناً أن "الطفل المعتقل أقر عند التحقيق معه بأنه جاء إلى كركوك من الموصل" .

وقال الباحث حسان، إن "آلاف الأطفال يترعرعون الآن من دون تربية وتعليم وسط أجواء من العنف مما يجعلهم جاهزين للتجنيد من قبل عناصر داعش ما لم تتخذ إجراءات لحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهونها"، مستطرداً أن من الضروري "فعل ذلك لنضمن عدم نشوء جيل ثاني لداعش وعودته للظهور مرة أخرى، لأن تجاهل هذه المسألة يعد خطأ كبيراً ."

وكان قائد شرطة كركوك، العميد خطاب عمر عارف، أعلن في (الـ21 من آب 2016 الحالي)، في حديث إلى (المدى برس)، عن اعتقال انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً، عمره 15 سنة، كان يروم تفجير نفسه على حسينية وسط حي تسعين، وسط كركوك.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
انتفاض الطلاب الجامعيين ينتقل من جامعات أميركا إلى باريس، رفضاً للسياسة الأميركية تجاه الفلسطينيين وقطاع غزة
اتفاقية إدارة الموارد المائية مع تركيا تثير غضب خبراء المياه في العراق
تصاعد التوتر في جامعات أميركية وسط تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين
مراسم "طواف كرجال" عند الإيزيديين في دهوك
ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
اتفاق بين العراق وتركيا.. تخصيص عادل ومنصف للمياه العابرة للحدود
أردوغان يعلن نقطة تحول في العلاقات مع العراق ومباحثات واتفاقات تخص العماليين والمياه
العراق وتركيا وقطر والإمارات.. توقيع مذكرة تفاهم رباعية للتعاون بـ"طريق التنمية"
زيارته الأولى منذ 13 عاما.. ماذا يحمل إردوغان في جعبته للعراق؟
الفصائل تتمرد على الحكومة وعلى تفاهمات واشنطن: يدانا ليست مكبلة بالأوامر الرسمية !
يوم الأرض العالمي، 22 نيسان 2024
شقيقة الباحثة الإسرائيلية المختطفة بالعراق "تهاجم" السوداني في واشنطن
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة