وشكلت جريمة يعتقد أنها على خلفية الشرف، وقعت أمس كانت ضحيتها الشابة نوال الحسن (24) عاما، من قرية الرامة في الجليل، صدمة لدى الرأي العام، خصوصا مع نشر صورة للام بعد إلقاء القبض عليها وعلى ملابسها بقع من دماء الابنة.وكانت الشرطة الإسرائيلية، أصدرت بيانا أوليا بعد وقوع الجريمة أشارت فيه إلى أن التحقيق الأولي مع والدي الضحية يشير إلى أنها وقعت على خلفية شرف العائلة، وعادت الشرطة وأصدرت بيانا في منتصف الليل الماضية ،أشارت فيه إلى أن التحقيق مستمر في جريمة القتل دون الإشارة إلى السبب.ووفقا لما كشف عنه فان عائلة الفتاة وهي من الطائفة الدرزية كانت في زيارة لعائلة صديقة في هضبة الجولان، أمضت لديها يوما كاملا، وفي طريق العودة، توقف أفراد العائلة في منطقة لالتقاط أوراق العنب، وهناك استل الأب سكينا وقتل ابنته.وذكر تعميم الشرطة الأخير عن الحادث "تلقت الشرطة تلقت بلاغا حول حادث معين، في منطقة اييلت هشاحر، الشرطة وصلت إلى المكان ووجدت جثة فتاة تبلغ من العمر حوالي 25 عاما من بلدة الرامة. الفتاة كانت قد وصلت مع أهلها إلى المكان لقطف أوراق العنب وقد وقع جدال في المكان، طعنت الفتاة على أثره وتوفيت. والدا الفتاة في الخمسينات من عمرهما أوقفا للتحقيق معهما
وسيتم غدا تمديد اعتقالهما ".وتأتى هذه الجريمة، التي ستكشف التحقيقات تفاصيل أخرى عنها، بعد نحو عشرين يوما من جريمة أخرى وقعت في مدينة اللد، اتهم فيها خمسة أشقاء من بينهم طبيب بقتل شقيقتهم على خلفية شرف العائلة.واعتقل الاخوة الخمسة بعد العثور على جثة شقيقتهم واسمها ريم أبو غانم وعمرها 19 عاما، حفرة للمياه العادمة، وتبين انه تم تخديرها ثم خنقها ورميها في الحفرة.وحسب التفاصيل التي كشف عنها التحقيق، أن عائلة الفتاة، أرادت إجبارها على الزواج من شاب من مدينة اللد، ولكنها كانت على علاقة بشاب آخر، فهربت إليه، وأمضت معه عدة أيام، وعندما عادت إلى مدينتها، بعد ترتيب ومفاوضات عائلية، طلبت الشرطة من اخوتها التوقيع على تعهد بعدم المس بها، ولكنهم خططوا لعكس ذلك، بينما فسخ خطيب الفتاة خطبته.واحضر الأخ الطبيب وعمره 33 عاما، مواد مخدرة من المستشفى الذي يعمل به، وبين لاخوته كيفية استخدامها، ومزجها مع مشروب، وأعطاهم كفوف كي لا يتركوا بصمات.واستدرجت الفتاة إلى بيت شقيق لها وبعد تناول العشاء، وكوب عصير فيه المخدر، غابت عن الوعي، فتم خنقها، واخذ جثتها بسيارة ورميها.وأثارت جريمة القتل استنكارا ولكن مشاركة الطبيب في الجريمة جعلت الاستنكار اشد، وفي بيانها الذي ندد بالجريمة ذكرت جمعيات نسوية وحقوقية من بينها منظمة أطباء لحقوق الإنسان "قام أشقاء الضحية الخمسة، وبضمنهم طبيب أطفال، بتخدير شقيقتهم ومن ثم قتلها خنقا. استغلاله لمعرفته الطبية وثقة شقيقته به لهو خيانة وطعن بالقيم الإنسانية، ومهنة الطب كطبيب الأطفال، أقسم اليمين "أن يحفظهم من كل أذىً وظلم" انتهك هو وإخوته أقدس حق إنساني وهو الحق في الحياة، طعن، في هذه الحالة، بأسمى قيم الحفاظ على حياة الإنسان".وفي حين نجح الاخوة في قتل شقيقتهم، كان الحظ افضل لامرأة عمرها 54 عاما، حاول زوجها قتلها بالسكين، ولكنه هربت أبلغت الشرطة عنه.ويستدل من بيان المنظمات الحقوقية بأنه تقع جرائم على يعلن عنها ودعت هذه المنظمات إلى انه "آن الأوان لتسليط الضوء عما يجري في اللد والرملة والعديد من قرانا العربية من حالات اختفاء لنساء وفتيات بوتيرة عالية، أغلبهن من نفس العائلات".وفي شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، تم قتل عواطف خالد عماش 38 عاما، من قرية جسر الزرقاء، وهي أم لثمانية أولاد، بإطلاق الرصاص نحوها وهي في طريقها للعمل. وبرر قتل عماش، بوجود ابنه لها عمرها 17 عاما مرتبطة بعلاقة حب مع شاب، فتم وضع حد لحياة الام.وكان العام الماضي 2005 انتهى بجريمة قتل عبير سلامة من قرية المغار، ليصبح عدد الفلسطينيات اللواتي يقتلن في إسرائيل على خلفية شرف العائلة إلى 12.ومن بين الضحايا سمر حسون 23 عاما، من مدينة شفا عمرو، على يد شقيقيها، ومن افظع جرائم القتل، هو ما جرى لفتاة من يافا قتلها اثنان من أشقائها ورموا جثتها في البحر لإخفاء معالم الجريمة، ولكن علامات العنف على الجثة كشفت الأمر، ليتبين أن الجريمة حدثت على خلفية شرف العائلة.ورغم البيانات المنددة التي تصدر عن المؤسسات الحقوقية والنسوية، إلا أن بعض قادة المجتمع المحلي يتفهمون مثل هذه الجرائم، وكانت الشرطة حققت مع نائب رئيس مجلس محلي بعد أن صرح عن تفهمه لمقتل شابة من بلدته على خلفية شرف العائلة.ومثلما يحدث بعد كل جريمة جديدة، استنكرت جمعية السوار التي تدافع عن حقوق النساء الجريمة التي وقعت أمس ودعت الفعاليات السياسية والقيادية "للعمل على التصدي لهذه الجريمة التي تحصد أرواح نسائنا الفلسطينيات هدرا" وناشدت الجميع "لإبداء موقف واضح واتخاذ المواقف العملية للحد من هذه الظاهرة ومن تفاقمها، لأن الحد من هذه الظاهرة الجريمة تقع على مسئوليتنا جميعا".