بيان رابطة المرأة العراقية / لجنة تنسيق الخارج
منذ قرن تحتفل نساء العالم سنويا بالثامن من آذار كيوم عالمي للتضامن مع نضال المرأة ومطاليبها التي تدعو الى المساواة والسلام والامن والاستقرار من اجل حياة افضل . ودأبت المرأة العراقية خلال تاريخ نضالها الطويل على الاحتفاء بهذا اليوم منذ تأسيس رابطة المرأة العراقية ، في العاشر من آذار عام 1952 .

تولت هذه المنظمة الرائدة قيادة نضال المرأة العراقية باشكال وطرق متنوعة ، ودعت الى مساواتها ودافعت عن حقوقها في العمل والتعليم ومن اهم المكاسب والانجازات التي حققتها الرابطة بلورة مشروع قانون جديد للاحوال الشخصية تولت تقديمه الى حكومة الزعيم الوطني ، عبد الكريم قاسم ، الدكتورة نزيهة الدليمي رئيسة رابطتنا ، فصار هذا المشروع من المنجزات الاجتماعية الهامة لثورة 14 تموز 1958 المجيدة آنذاك، ومن اهم ما يحسب لنضال رابطة المرأة العراقية حتى يومنا هذا ، وذلك لمساهمته في رفع الظلم عن المرأة العراقية وتثبيت حقوقها التي كفلتها المواثيق والاتفاقيات الدولية .لم يقتصر عمل رابطة المرأة العراقية على النطاق المحلي فقط بل انطلق تأثيره الى المحافل الدولية ، حيث اصبحت هذه المنظمة وبجهود رائداتها ، عضوا في الاتحاد النسائي العالمي ، وما زالت تناضل من خلاله من اجل تقدم المرأة العراقية وكل النساء في العالم.يحل الثامن من آذار في ذكراه المئوية في الوقت الذي تواجه فيه المرأة العراقية مع غالبية ابناء شعبنا مختلف صنوف العنف والارهاب الدموي مع طغيان المليشيات الظلامية ، يضاف الى ذلك تدني مستوى الخدمات اليومية والمعيشية ، في ظل انتشار ظاهرة المحاصصات الطائفية التي اودت بحياة الالاف من المدنيين والعزل ومن بينهم النساء والاطفال مما ادى الى انفلات امني وتفاقم ظاهرة الفساد والبطالة مع تدهور عام في الاقتصاد الوطني . ورث عراقنا تركة هائلة من الخراب الشامل الذي احدثته سياسات نظام صدام وحروبه المدمرة والتي ادت الى انهيار البلد بشكل لم يشهده التاريخ المعاصر، لتقع بلادنا تحت طائلة الاحتلال الذي قادت سياسته البلد الى هاوية الخراب والمآسي، . فصار القتل على الهوية الطائفية او بالمفخخات من الامور اليومية في حياة الناس، يضاف الى ذلك انتشار ظواهر مثل اختطاف الناس التي تحولت الى تجارة رائجة ووسيلة قذرة للصراع السياسي والعرقي والطائفي وفي خضم هذه المأساة الشاملة صار خروج النساء من بيوتهن للعمل والدراسة او لأي غرض كان امر غاية في الخطورة، بل ومن المجازفات ! وتتعرض السافرات الى مختلف انواع المضايقات التي اودت بموت عدد كبير منهن نتيجة اعتداءات سافرة من قبل بعض الزمر الارهابية. وامسى الحجاب مفروضا حتى على صغار التلميذات، هذا ونحن نعيش القرن الحادي والعشرين وليس اوائل القرن الماضي !هكذا يراد ان يسلب حق العراقيات فيما احرزنه من تقدم على طريق التطور والتحرر . وقد تجلى ذلك في الفقرة 41 من الدستور الجديد، الداعية ضمنيا الى الغاء قانون الاحوال الشخصية الساري بعد ان باءت بالفشل محاولة الغائه في فترة (مجلس الحكم ) بالقرار المعروف 137، وهنا تبرز مسؤولية النساء العراقيات بالتعاون مع كافة القوى الوطنية والمؤمنة بحقوق المرأة ودورها في عملية بناء العراق الجديد، من اجل الغاء هذه الفقرة، والالتزام بما ورد في الاتفاقيات الدولية والتي وقعها العراق، بما يضمن كافة حقوق المرأة العراقية وفق المعايير الدولية. وان تتم التغييرات في الدستور الحالية بما يتناسب وطبيعة العصر والقوانين الدولية . بمناسبة مئوية الاحتفال بالثامن من اذار تتقدم رابطة المرأة العراقية بالتهنئة لجميع المناضلات العراقيات وفي كافة انحاء العالم ،وتدعو الى مزيد من التضامن بين المناضلات من اجل مستقبل افضل للنساء في عراق ديمقراطي فيدرالي موحد آمن كامل الاستقلال، لا مكان للمحاصصات الطائفية والارهاب فيه. ،.تحية الى كل شهيدات رابطتنا الخالدات ...تحية الى كل المناضلات والمناضلين من اجل انتصار قضية المرأة العراقية