شارك زميلات وزملاء الاتحاد الديمقراطي العراقي في حفل تأبين واستذكار الفقيد سالم عيسى تولا، وذلك يوم الخميس 27 حزيران 2019 في قاعة لارسا، حضرها جمع غفير من اهل الفقيد وأصدقائه ومحبيه، كان من بينهم القنصل العراقي العام لجمهورية العراق السيد عدنان عزارة أل معجون
والقى الزميل نبيل رومايا كلمة في الحفل الاستذكاري جاء فيها:
في وداع الانسان سالم عيسى تولا
انا لن اقرأ عليكم نبذة من حياة الراحل العزيز، ولا عن تاريخه وعطاءه المستمر، ولا عن بحوثه وكتبه ومقالاته، فقد كتب وقيل عنها الكثير. إني سأتحدث عن أراءه في الانسان والإنسانية، واقتبس فقرة كتبها الراحل في كتابه "بوابة التاريخ" كدليل على نظرته الشاملة وعمق فهمه لتاريخ ومستقبل الانسان.
الفقرة المقتبسة تقول:
"حاول الإنسان منذ فجر التاريخ ولا يزال، ان يطرق ابواب علوم الدين والفلسفة والجيولوجيا والفلك والرياضيات، وحتى علم الالسن والنفس وأخيرا الآثار والتاريخ، بالإضافة إلى علوم الفضاء، ولكنه خرج منها جميعا، مرتبكا حائرا صفر اليدين كما الذي يحفر في البحر!
ولا أخفي سرا إذ قلت بأني على قناعة بأن حضارتنا الحالية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وكذلك إنساننا الحالي.
وإن كوكبنا هذا ليس الوحيد المدلل في هذا الكون الفسيح الذي يعيش عليه شكل معين من أشكال الحياة.
وان معظم دساتيرنا المقدسة، هي غير مقدسة! وأن ما نعلمه ليس إلا قطرة من مياه المحيطات! وإن ما يقوم به الإنسان في هذا المجال، ما هو الا خدوش في جبل شامخ!
وأنا على ثقة أن هذه الأسئلة وامثالها سوف تبقى اجوبتها لا تتعدى الحدس والتخمين.
فيا أيها الإنسان اعرف نفسك جيدا ولا تغتر بعلمك وقوتك ومالك، فأنت لا شيء أمام كل شيء."
انتهى الاقتباس
هذا هو المفكر الانسان سالم عيسى تولا وهذه هي نظرته الصائبة لتاريخ الإنسانية ونصائحه لنا لمستقبلها.
كان الراحل من المتابعين لنشاطات الاتحاد الديمقراطي العراقي ومنتدى الرافدين للثقافة والفنون وكان متواجدا ومشاركا في معظمها، وفي نهاية كل نشاط كان يقتطع مشكورا جزأ من وقته ليتحدث معي عن النشاط للإثناء والتشجيع أو النقد والتصحيح.
الذكر الطيب الدائم للفقيد العزيز، والصبر والسلوان لأهله ومحبيه.
ستبقى عزيزنا سالم عيسى تولا في قلوبنا وذاكرتنا لأعوام طويلة قادمة.
نبيل رومايا، الاتحاد الديمقراطي العراقي