الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
من يمثل العراق...
الأربعاء 01-01-2020
 
نبيل رومايا

من يتابع اخبار الضربة الامريكية الغبية التصعيدية على العراق وتبعياتها يتضح له ان هناك بالفعل أكثر من ممثل واحد للشعب العراقي.

فهناك عراق الساحات المنتفضة السلمية وشبابها الذين أعطوا أكثر من خمسمئة شهيد وعشرات الألوف من الجرحى والمعتقلين، على يد القوات الأمنية والمندسين من مليشيات الأحزاب الاسلامية المدعومة من إيران، او ما يسمى بالطرف الثالث.

والهم الوحيد لهؤلاء المنتفضين هو إيجاد مستقبل أفضل لهم ولعوائلهم، عن طريق التخلص من الفساد والمحاصصة الطائفية، وبناء وطن مدني ديمقراطي يتساوى فيه الجميع وتطبق فيه العدالة الاجتماعية، ويرتفع فيه الوطن والمواطنة.

ولكن صباح اليوم كان هناك عراق اخر امام السفارة الامريكية في بغداد، عراق مليشيات إسلامية وقياداتها المدعومة من إيران تحاول جعل العراق ساحة لتصفية الحساب مع أمريكا دفاعا عن إيران.

منذ أشهر تحاول إيران وميلشياتها المنتشرة في العراق وسوريا ولبنان جر أمريكا الى صراع عسكري بالتحرش المستمر بالمصالح والمؤسسات الامريكية، في محاولة لكسب العطف الدولي والمحلي والطائفي لصالحها، وتخفيف تأثير الحصار الاقتصادي المفروض عليها، وارغام أمريكا لسحب قواتها من المنطقة.

والحكومة الامريكية بعدم وضوح سياستها في المنطقة، وتخبطها وتعنتها في اخذ القرارات، وفشل سياستها التجريبية الأحادية الجانب في المنطقة، وعدم ادانة الهجمة الإرهابية ضد المنتفضين، أدت الى تفاقم معاناة شعبنا وممثليه في ساحات الانتفاضة.

وبدلا من أن توَجه أمريكا ضربتها الى قواعد المليشيات ومعسكراتهم داخل إيران، ضُربت قواعد عراقية داخل العراق مما أدى الى قتل وجرح العشرات من العراقيين.

ان تحويل العراق الى ساحات لتصفية الحسابات بين إيران وامريكا لن يضر الا الشعب العراقي، ويدفع العراق الى مستقبل مظلم لا نهاية له.

على الشعب العراقي أن يرفض اي ضربة عسكرية أمريكية غير موجهة ضد إرهاب داعش، ويجب تحديد زمن لانسحاب القوات الامريكية من العراق.

وعلى الشعب العراقي ان يطالب بحل المليشيات المسلحة ويرفض أي تدخل إقليمي في الشؤون العراقية.

أن الضربة الامريكية أعطت عمرا إضافيا للمليشيات المدعومة من إيران، وخفتت الاضواء على المطالب المشروعة السلمية للمتظاهرين الابطال في ساحات الانتفاضة.

إن الصوت الوحيد الذي يمثل العراقيين هو صوت شباب ساحات الانتفاضة السلميين، الذين يطالبون بوطن خال من التفرقة والانقسام والتخلف والفساد.

هؤلاء هم صوت المستقبل.

31 كانون الأول 2019

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
يعملون في عيدهم.. 1 أيار "يوم بلا فرحة" لعمال العراق
التغير المناخي "يُهجّر" 100 ألف عراقي من مناطقهم
مداهمات واعتقالات في جامعة كولومبيا.. والسبب غزة!
كيف أصبح الأول من مايو عيداً لعمال العالم؟
بعد سنوات من التعثر، هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية؟
ردود فعل حادة بعد إقرار "قانون المثلية الجنسية" في العراق
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
ندوة اللجنة الثقافية في الإتحاد الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا
البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم "المثلية الجنسية"
في عيد امنا الأرض، أطفالنا في خطر
مقتل نجمة التيك توك العراقية "أم فهد" بالرصاص في بغداد
انتفاض الطلاب الجامعيين ينتقل من جامعات أميركا إلى باريس، رفضاً للسياسة الأميركية تجاه الفلسطينيين وقطاع غزة
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة