الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
شباط الأسود، بيان من الاتحاد الديمقراطي العراقي
الأربعاء 08-02-2023
 
الاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الامريكية
تمر هذه الأيام الذكرى الستون لانقلاب 8 شباط 1963 الفاشي الذي أعاد العراق للعهود المظلمة، ستون عاما مضت على تلك الجمعة المروعة لدخول مجرمي البعث بعربات تقودها مخابرات الدول الامريكية والأوربية والإقليمية. لينقضوا على منجزات ثورة الرابع عشر من تموز ونهجها الوطني الديمقراطي وانحيازها لفقراء العراق وعموم أبنائه.

وبالرغم من أن الضحية الاولى كانت الشيوعيين واليساريين العراقيين، عن طريق البيان رقم 13 سيئ الصيت، والذي دعا الى قتل الشيوعيين وابادتهم، لكن من دفع ثمن تلك التسعة أشهر السوداء ايضا هم بنات وأبناء العراق من اقصاه الى اقصاه وبكل مكوناته وفئاته. وأوقف ذللك الانقلاب التطور والتقدم الواعد لوطننا وكفاءاته العلمية والبشرية المدنية.

لقد اغرق الانقلابيون شوارع البلاد وسجونها ومعتقلاتها بدماء وآلام عشرات الآلاف من خيرة بنات وابناء شعبنا، من وطنيين وديمقراطيين ومستقلين شرفاء. وجرى تحويل مدارس وملاعب رياضية ومبانٍ حكومية كثيرة في اجزاء واسعة من البلاد الى سجون ومعتقلات لتستوعب تلك الاعداد الهائلة من المعتقلين والسجناء الابرياء، الذين لا ذنب لهم سوى حبهم لشعبهم ووطنهم.

لقد مضى ستون عاما على جريمة شباط الأسود التي شكلت عملية اجهاض واسعة لأفاق تطور اجتماعي اقتصادي عمراني سياسي شامل وواعد، دشنته بلادنا بعد الرابع عشر من تموز، وقصمت تلك الردة الفاشية ظهر العراق جراء ما لحق البلاد من خسارة للألاف من خيرة ابنائها وكوادرها بين شهيد وسجين ومطارد ومشرد ومفقود. ولا تزال بلادنا حتى اليوم تدفع الثمن الباهظ الذي كلفها اياه ذلك الخراب المريع، خصوصا وان البعثيين عادوا مجددا الى السلطة بعد سنوات من تلك الصفحة السوداء، واكملوا في عهد المقبور صدام حسين ما لم تسعفهم فترة حكمهم القصيرة الاولى على تحقيقه كاملا.

لقد اظهر البعثيون وحلفاؤهم في انقلابهم الدموي ذاك، مدى حقدهم على كل ما هو خيّر واصيل ونزيه في ارض الرافدين، وسجلوا ريادتهم وتفوقهم، وبامتياز، في ادخال مفاهيم وقيم وسلوكيات القتل وسفك الدماء وانتهاك الحرمات والتصفيات الجسدية في التعامل مع خصومهم السياسيين، وادخلهم التاريخ جراء تلك الريادة من اوسع ابوابه في سجله المخزي الأسود.

اليوم ونحن نستذكر بأسى وحزن عميقين احداث 8 شباط 1963، الدامية وطيوف شهدائه وضحاياه الخالدين، وصور البطولة النادرة التي سجلوها في مواجهة الجلادين، علينا أن نتعلم ونستعيد العبر والدروس، لكي نخرج من اعقد الأزمات السياسية والاجتماعية التي يمر بها الوطن اليوم.

إن غياب الديمقراطية الحقيقية والتعددية السياسية والحزبية والحياة الدستورية الصحيحة في العراق، والتجاوز على الحريات العامة، والميل للانفراد بالسلطة، وتهميش الآخرين من القوى الوطنية واغفال تضحياتها، والاستمرار بنهج المحاصصة الطائفية البغيضة، والاستهانة برأي الجماهير، وعدم الاستماع لأصوات التشرينيين والكشف عن قتلة شهدائهم وتعويض جرحاهم، ان هذا كله كفيل بخلق الاجواء للاستمرار بتدمير النسيج الاجتماعي العراقي وتحويل العراق الى مستنقعات خلفية لدول الجوار، ومنعه من التقدم والتعافي ليواكب شعوب العالم في النمو والازدهار.

المجد لشهداء الوطن

الاتحاد الديمقراطي العراقي

8 شباط 2023

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
تسجيل 333 انتهاكاً بحقهم.. صحفيون عراقيون يكسرون صمتهم في اليوم العالمي لحريتهم
جمال الأجواء يجذب السيّاح إلى بحيرة سد دهوك: ارتفاع منسوب المياه انعشها
جرف الصخر العراقية.. أهمية عسكرية استثنائية
التجارة الأوكرانية: العراق تعاقد مع شركة وهمية لتطوير حقل "عكاز الغازي"
امرأة عاشت قبل 75 ألف عام بالعراق.. اعادة تكوين رأس "شانيدار زد"
مؤرخة أميركية: ما تشهده الجامعات غير مسبوق "منذ حرب فيتنام"
يعملون في عيدهم.. 1 أيار "يوم بلا فرحة" لعمال العراق
التغير المناخي "يُهجّر" 100 ألف عراقي من مناطقهم
مداهمات واعتقالات في جامعة كولومبيا.. والسبب غزة!
كيف أصبح الأول من مايو عيداً لعمال العالم؟
بعد سنوات من التعثر، هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية؟
ردود فعل حادة بعد إقرار "قانون المثلية الجنسية" في العراق
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة