الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
استهداف لواء قاسم مصلح في القائم.. وبغداد تنفي علمها المسبق بالهجوم
الأحد 04-02-2024
 
بغداد / تميم الحسن / المدى

نفت بغداد مزاعم واشنطن بانها قد ابلغت بالقصف الامريكي مساء الجمعة على مدينة القائم غربي الانبار، الذي استهدف فصيلاً في الحشد. وتسربت بالمقابل معلومات جديدة عن هوية الوفد الغربي الذي زار بغداد قبل الهجوم الاخير بأربعة ايام، والذي قد يكون على علاقة بالرد الأمريكي.

وتذهب أغلب التحليلات العسكرية الى ان الساعات المقبلة قد تستهدف قصف القوات الامريكية لمواقع جديدة للفصائل في جنوب العاصمة.

وكان الهجوم الاخير قد استهدف فصيلا يتزعمه قاسم مصلح الذي كان قد اعتقل قبل 3 سنوات في بغداد بتهمة قصف القوات الامريكية.

وتسبب القصف الاخير بمقتل وجرح اكثر من 40 منتسباً بين عسكري ومدني، وفق الرواية الرسمية، ودمار في عدد من البنايات بحسب لقطات نشرت من قضاء القائم.

ونفى الناطق باسم الحكومة، باسم العوادي، امس السبت، وجود أي تنسيق مُسبق لما وصفه بـ"العدوان الأمريكي على السيادة العراقية".

وقال العوادي، في بيان إن "الإدارة الأمريكية أقدمت على ارتكاب عدوان جديد على سيادة العراق، إذ تعرضت مواقع تواجد قواتنا الأمنية، في منطقتي عكاشات والقائم، فضلاً عن الأماكن المدنية المجاورة، الى قصف من عدة طائرات أمريكية".

ولفت العوادي الى ان الهجوم: "أدى إلى ارتقاء 16 شهيداً، بينهم مدنيون، إضافة إلى 25 جريحاً، كما أوقع خسائر وأضراراً بالمباني السكنية وممتلكات المواطنين".

والهجوم طال لواء 13 (الطفوف) في الحشد التابع لـ"قاسم مصلح" الذي اعتقلته الحكومة في 2021 بسبب اتهامات بقصف القوات الامريكية وعلاقته بتصفية ناشطين، ثم أطلق سراحه بعد ذلك بوقت قصير.

واعتبر المتحدث باسم الحكومة العراقية أن "الجانب الأمريكي عمد بعد ذلك إلى التدليس وتزييف الحقائق، عبر الإعلان عن تنسيق مُسبق لارتكاب هذا العدوان، وهو ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي، والتنصل عن المسؤولية القانونية لهذه الجريمة المرفوضة وفقاً لجميع السنن والشرائع الدولية".

وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، جون كيربي امس السبت، أنه تم إبلاغ الحكومة العراقية بالفعل قبل شن الهجمات الجوية.

وأكد كيربي أن "الرد الأمريكي بدأ الليلة، ولن ينتهي الليلة".

ونوه المسؤول الأمريكي إلى أنه "نعتقد أن الضربات كانت ناجحة، ولا نعلم عدد المسلحين الذين قد يكونوا قتلوا أو أصيبوا".

وقالت تسريبات بالمقابل، ان الوفد الذي زار بغداد يوم 29 كانون الثاني الماضي، وتسبب في إعلان مطار بغداد حالة إغلاق مؤقتة، بسبب تصليح اضاءة المدرج، هو "دبلوماسي- عسكري" أمريكي عقد لقاء سريعا في المطار مع شخصيات عراقية لإبلاغهم بالهجوم.

وكان وصول هذا الوفد قد تزامن مع وجود شخصيتين عسكريتين إيرانيتين في بغداد، أحدهما اسماعيل قاآني قائد فيلق القدس.

ووصف العوادي الهجوم الامريكي بانه "ضربة عدوانية" وقال إنها: "ستضع الأمن في العراق والمنطقة على حافة الهاوية، كما أنها تتعارض وجهود ترسيخ الاستقرار المطلوب".

وتابع: "وفي الوقت نفسه نؤكد بأن وجود التحالف الدولي الذي خرج عن المهام الموكلة إليه والتفويض الممنوح له، صار سبباً لتهديد الأمن والاستقرار في العراق ومبررا لإقحام العراق في الصراعات الإقليمية والدولية".

ولفت إلى أن "الحكومة العراقية ستبذل كل الجهد الذي تقتضيه المسؤولية الأخلاقية والوطنية والدستورية، لحماية أرضنا ومدننا وأرواح أبنائنا في القوات المسلحة بكل صنوفها"، خاتماً بالقول: "المجد والرفعة لشهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى".

وأعلنت الولايات المتحدة مساء الجمعة، أنها شنّت "بنجاح" ضربات انتقاميّة استهدفت في كلّ من العراق وسوريا قوّات إيرانيّة ومجموعات موالية لطهران، في وقت حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أنّ هذه الضربات "ستستمرّ".

وقال بايدن في بيان "ردّنا بدأ اليوم. وسيستمرّ في الأوقات والأماكن التي نختارها". وأضاف أنّ "الولايات المتحدة لا تسعى إلى نزاع في الشرق الأوسط أو في أيّ مكان آخر في العالم. ولكن فليعلم جميع من قد يسعون إلى إلحاق الأذى بنا: إذا ألحقتُم الضرر بأمريكيّ، فسنردّ".

وأكّدت القيادة العسكريّة الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم) شنّ غارات جوّية في العراق وسوريا ضدّ فصائل موالية لطهران وقوّات لفيلق القدس، الوحدة الموكلة بالعمليات الخارجيّة في الحرس الثوري الإيراني. وجاء في بيان سنتكوم أنّ القوّات ضربت أكثر من 85 هدفا في العراق وسوريا بينها مراكز قيادة وتحكّم واستخبارات وكذلك مرافق لتخزين الصواريخ والمسيّرات.

وكان الرئيس الديموقراطي قد حضر في وقت سابق الجمعة، بقاعدة في شمال شرقي الولايات المتحدة، المراسيم الرسميّة لإعادة جثامين ثلاثة جنود أمريكيين قتِلوا الأحد الماضي في الأردن، بهجوم نسبته واشنطن إلى مجموعات تدعمها إيران. وأعادت طائرة نقل عسكريّة من طراز C-5 رماد الجثث في "صناديق نقل" لفّت بالعلم الأمريكي.

وقال البيت الأبيض إنّ الضربات الأمريكية التي شُنّت الجمعة في العراق وسوريا استمرّت نحو ثلاثين دقيقة وكانت "ناجحة"، مكرّرا أنّه لا يريد "حربا" مع إيران. وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنّ العمليّة شاركت فيها مُقاتلات عدّة، بما فيها قاذفات بعيدة المدى.

وقال البنتاغون إنّ العمليّة الأمريكية استهدفت مراكز قيادة واستخبارات وبنية تحتيّة لتخزين طائرات بلا طيّار وصواريخ "مكّنت من شنّ هجمات ضدّ القوّات الأمريكية وقوّات التحالف".

وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافة إنّ المقاتلات الأمريكية المُشاركة في هذه العمليّة التي استهدفت في المجموع 85 هدفًا في سبعة مواقع مختلفة (3 في العراق و4 في سوريا)، قد أطلقت "أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه في نحو ثلاثين دقيقة". وشدّد كيربي على "أنّنا لا نريد أن نرى هجوما آخَر على مواقع أو جنود أمريكيين في المنطقة"، في إشارة إلى الهجوم على قوات بلاده في الأردن.

وكانت حركة النجباء بزعامة اكرم الكعبي، احد الفصائل التي تطلق على نفسها "المقاومة الاسلامية"، قد اعلنت الاستمرار بالهجمات ضد قوات التحالف.

ودعت الحركة في بيان، كتائب حزب الله، التي أعلنت بشكل مفاجئ الاسبوع الماضي تعليق العمليات العسكرية، الى العودة عن قرارها.

وسبق ان ذكر مستشارو الحكومة العراقية، ان الاخيرة قامت خلال الأيام الماضية، بمساعي لتجنب بغداد الرد الأمريكي.

وتشير اغلب التقديرات والتحليلات العسكرية الى ان الهدف المقبل للقوات الامريكية قد يكون جرف الصخر جنوب بغداد، الذي تعرض لـ3 هجمات امريكية منذ احداث غزة في تشرين الاول الماضي.

تحذيرات من توسع الحرب

بدوره حذر رحيم العبودي، عضو تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم احد قيادات الاطار التنسيقي، من ان الهجمات الأمريكية ستوسع من دائرة الحرب في المنطقة.

وقال العبودي لـ(المدى) انه: "ليس من مصلحة الولايات المتحدة الاميركية التصعيد في المنطقة وفتح جبهات جديدة او ثغرات استهداف لمصالحها في العراق ودول المنطقة".

واضاف ان: "رفع قواعد الاشتباك والخطوط الحمراء يعني ان جميع مصالحها (الولايات المتحدة) ستكون اهدافا لسلاح المقاومة".

واكد العبودي ان واشنطن لديها بوارج وفرقاطات وسفن حربية في المنطقة "وقد تكون هي الاخرى اهدافا طبيعية اذا صعدت من مستوى الهجمات في العراق والشرق الاوسط".

من جانب اخر، ذكر عضو تيار الحكمة، ان الولايات المتحدة لديها شركات وأشخاص يعملون بمختلف القطاعات في العراق والمنطقة، وستكون هذه "الأهداف المهمة والأشد خطورة عرضة لضربات المقاومة".

وتوقع العبودي رغم اعلان واشنطن بدء عمليات الرد، ان تتجنب الولايات المتحدة توجيه ضربات عنيفة بسبب الخوف من "إفلات زمام الامور في المنطقة والتأثير على سمعتها كأقوى قوة ردع بالعالم اذا تعرضت الى هجمات متبادلة".

ونوه عضو تيار الحكمة الى ان الاقتصاد الاميركي والاوروبي اصبح يعتمد على جزء كبير من صادرات النفط العراقية لتشغيل المصانع البتروكيماوية، التي قد تتعطل في حال توسعت عمليات الرد.

كما يمكن ان يسبب اتساع الحرب في المنطقة، وفق مايقوله العبودي، الى "ردود ايرانية" اذا وجهت ضربات الى طهران او ضد مصالح الجمهورية الاسلامية في مناطق اخرى.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
التجارة الأوكرانية: العراق تعاقد مع شركة وهمية لتطوير حقل "عكاز الغازي"
امرأة عاشت قبل 75 ألف عام بالعراق.. اعادة تكوين رأس "شانيدار زد"
مؤرخة أميركية: ما تشهده الجامعات غير مسبوق "منذ حرب فيتنام"
يعملون في عيدهم.. 1 أيار "يوم بلا فرحة" لعمال العراق
التغير المناخي "يُهجّر" 100 ألف عراقي من مناطقهم
مداهمات واعتقالات في جامعة كولومبيا.. والسبب غزة!
كيف أصبح الأول من مايو عيداً لعمال العالم؟
بعد سنوات من التعثر، هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية؟
ردود فعل حادة بعد إقرار "قانون المثلية الجنسية" في العراق
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
ندوة اللجنة الثقافية في الإتحاد الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا
البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم "المثلية الجنسية"
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة