الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
نوارس
الأربعاء 31-12-1969
 
شريف الخفاجي
1
ترددت قليلا قبل ان توصد باب الشقة التي افرغتها مما كان فيها.. دخلت بخطى متسارعة... اخذت بقايا خبز في كيس لم تمسسه منذ الاسبوع الفائت...
واطلت من شرفة خلف الشقة تطل على جدول صغير.... قطعت الخبز بكفين مرتجفتين... رمته بما اوتيت من قوة للنوارس... اطلقت النوارس اصواتها التي الفتها منذ سنين.. ارتسمت على شفتيها ابتسامة خفيفة... تذكرت صوته_ اتظنين ان النوارس ستفتقدكِ يوما ما؟؟؟_ بل اظن انك من سيفتقدني قريباتنهدت وعبأت ماتتسع رئيتيها من الهواء كمن يتنفس للمرة الاخيرة... ولجت الى الصالة بخطوات بطيئة.... حدقت بصورته على الجدار كانت قد قررت ان تتركها للساكن الجديد ان يفعل بها مايشاء... اخذتها برفق... مسحت بظاهر كفها شيء من غبار التصق على زجاجها... نظرت اليه كمودع.. قلبتها وارخت دبابيسها.. سحبت الصورة بعصبية... طوتها براحتها اليمنى.... صنعت منها كرة صغيره... فتحت النافذة بارتباك... ورمت بالكرة الورقية الى النوارس...انتظرت لحظات ... احست بارتجاف شفتيها... التفتت الى اليمين قليلا ... على سياج الشرفة كان هناك نورس ينظر اليها... ظنت انه يعاتبها... اشاحت بوجهها عنه واقفلت النافذةوغادرت الشقة مسرعة... محتفظة بالاطار...............2شق طريقه بصعوبة وسط الاجساد التي افترشت رمال الشاطيء... يبحث عن مكان ينزوي فيه....رمى حقيبته الصغيرة التي تحوي اقلام واوراق وصور... جلس يستمع بلامبالاة لصوت ينطلق من مكبرة صوت على تل صخري خلف الشاطيء ..كان صوت سلين ديّان يصدح باغنيته المفضلة (( هل احببتَ يوما ما))جال بنظره بعيدا في البحر... كان الغروب قد فرش عبائته الذهبية على الموجات المنسابه بهدوء على رمال الشاطيء....طفق بذاكرته المتعَبة بيت لشاعر عراقي طالما ردده كثيرا في صباه(( البحر اكبر مايكون وانت ابعد مايكون))ارخى رجليه لتلامس الماء... اتكأ على كوعه الايسراخذ يجمع بكفه اليمنى حفنات من رمل الشاطيء المبللة... ليبني بدقة بيت صغير ... انشغل بتفاصيل البيت.. هنا سيلعب حسن وضفاف... قبالة البحر ستكون الشرفة... سنجلس ونحتسي الشاي عصرا.. تذكر صوتها الرخيم- _سيقتلك الشاي يوما ما_ لن يقتلني اي شيء اذا سلمت من ايلامك لي ها هاهااحس براسه ثقيلا كانه يحمل صخرة من صخور الشاطيء بداخله... رماه على الرمل وغفى....افاق على برودة نسمات البحر... لايدري كم مر من الوقت... حرك اصابع يده اليسرى ليتحسس البيت الرملي.. كانت الموجات المتسلله بين ذرات الرمل قد ساوته برمل الشاطيء.... ادرك ان ملابسه قد تبللت هي الاخرى... داعب بانامل يده اليمنى ذرات الرمل.. اصطدمت بشيء ناعم ومبلل .. رفع راسه قليلا.. نظر بعين واحدة والاخرى لازالت مغمضة... كان بجانبه نورس نافق جلبته الموجات الى الشاطيء .......................

 
   
 


اقـــرأ ايضـــاً
التجارة الأوكرانية: العراق تعاقد مع شركة وهمية لتطوير حقل "عكاز الغازي"
امرأة عاشت قبل 75 ألف عام بالعراق.. اعادة تكوين رأس "شانيدار زد"
مؤرخة أميركية: ما تشهده الجامعات غير مسبوق "منذ حرب فيتنام"
يعملون في عيدهم.. 1 أيار "يوم بلا فرحة" لعمال العراق
التغير المناخي "يُهجّر" 100 ألف عراقي من مناطقهم
مداهمات واعتقالات في جامعة كولومبيا.. والسبب غزة!
كيف أصبح الأول من مايو عيداً لعمال العالم؟
بعد سنوات من التعثر، هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية؟
ردود فعل حادة بعد إقرار "قانون المثلية الجنسية" في العراق
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
ندوة اللجنة الثقافية في الإتحاد الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا
البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم "المثلية الجنسية"
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة