يحي السماوي
قضيَّتي أني بلا قضيّة ْ !
في وطن ٍ
أضـْيَقَ من قـُبَّعة ِ الشرطيِّ
والنوافذ ِ المطبقة ِ الأجفان
في الأقبية ِ السريّـة ْحيث ُ الصلاةُ شـُبْهة ٌ ..والمكرمات ُ شـُبْهَة ٌ ..وشـُبْهَة ٌ أنْ لا يؤدّى شـَرَفُ التحيّـة ْللوثـَن ِ المـُطِلِّ من دفاتر ِ الدرس ِوأبواب ِ الحوانيت ِومن أرضفة ِ الشوارع ِ الخلفية ْ..وشـُبْهَـة ٌ أنْ لا يكون الرأسُ مِـزْهَريَّـة ً لخوذة ٍ..واليدُ مشـجبا ً لبندقيَّـة ْ ..وشبهة ٌ أخطـرُ لو آمنت َأنَّ الحكمَ للرعيّـة ْ ..قضيتي خسَرْتها من قبلِ أنْ يبتدئ الرِهان ُيا حبيبتيفي وطن ٍيخسَرُ كلَّ جولة ٍ جيلين ِ من كرامة ٍباسم ِ البطولات التي تـُمَجِّدُ الطاعونَ والفتنة َأو تكفرُ بالماء ِ الذييُورِقُ عشبَ النور ِ في الروح ِفلا تقتربُ العتمة ُ من أحداقنا ولا الندى يفرُّ من أزهارنا الطريَّـة ْ ..قضيَتي خسرتها ..لا فرقً بين وَحـْل ِ فوضويتيوكوثر ِ الحريَّـة ْ !**خطيئتي أني بلا خطيئة ٍسوى انتباذي العَسَـلَ المُـرَّ بأكواب الأناشيد ِ..وكذبتُ الشعاراتِ التي تفيضُ عنصريَّـة ْوخطبة َ " البيعة ِ " عن " ملحمة ٍ "توحِّـدُ " البصرة َ " بـ "القدس ِ"وماءَ " النيل "ِ بـ "اليرموك ِ "و" النخلةَ " بـ " الزيتون ِ" ..كنتُ حالما ً.. واستيقظتْ روحي ..رأيتُ النخلَ شحّاذا ً كفيفَ السعف ِو" اليرموكَ " لا يسقي سوى الحدائق ِ " العِبريَّـة ْ "وكانت " البصرةُ " في ملجئهاتسِفُّ في عيونها الرمالُو" الفراتُ " زمزميّـة ْ " ..رأيتُ ميراث " صلاح الدين ِ " في المزاد ِ :سـيْفٌ نائمٌ في غمده ِومهرةٌ معصوبة ٌشـُدَّتْ إلى مركبة ٍ داخلها البلادُداخلَ البلادِ أمَّـة ٌ سـبيئة ٌ..أردتُ أن أصرخَ ـ خفتُ شـُبْـهَة َ الذعر ِشـَرِبْتُ صرختي ..فاختنقتْ حنجرتي وانتحَـرَ الهزارُ في حديقتي الضوئيَّـة ْوها أنا أطوفُ في البريَّـة ْمـُضَـرَّجا ً بآهتي وليسَ من عصا ًبها أنشُّ عني غربة ً وحشـيَّـة ْ**آخرُ ما عرفتُ عن مدينتيأنّ عصيدَ التِبْن ِ صار أكلة ً شـعبيَّة ْوما تزالُ الصحفُ اليوميـة ْتـُبَشـِّرُ الجائع َ بالجنة ِ ..والغريقَ بالياقوت ِفي قاع ِ بحار الحزن ِ ..والعانسَ بـ " الحبِّ الرِّفاقيِّ " ..وما تزالُ في مدينتي الإذاعة ُ الرسميَّة ْتضخ ُّ من صنبورها سيلَ الأناشيد ِ عن الآصِرَة ِ " القومـيَّة ْ " !!آخرُ ما عرفتُ عن مدينتيأنَّ بنيها يبحثون اليومَ عن هويَّة ْما بين " بابليّة ٍ " ضاعوا .. و " عفلقية ْ"آخر ما عرفت عن مدينتيأنَّ الصباحات ِ بها ضريرة ٌوأنها في زمن الرِدَّة ِقد تعودُ جاهلية ْ*** من مجموعة " أطبقت أجفاني عليك " الصادرة عام 1999