الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
الجندر والعنف الاسري ومجلس النواب العراقي
الأربعاء 02-08-2023
 
نبيل رومايا

تقوم الأحزاب الإسلامية في مجلس النواب العراقي هذه الأيام بحملة مشوهة لتعطيل قوانين مواجهة العنف الاسري وحقوق المرأة، بحجج واهية مثل الانحراف والمثلية والتقليل من قيمة الرجل وتدمير العائلة، وغيرها من المقولات في محاولة للتأثير على الناس، وتشويه المعاهدات الدولية مثل سيداو، وهي اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، والتي اعتمدتها الجمعية العامة وعرضتها للتوقيع والتصديق والانضمام بقرارها 34/180 المؤرخ في 18 كانون الأول / ديسمبر 1979، وبدأت بتنفيذها في 3 أيلول / سبتمبر 1981 قد نصت على ضمان مساواة الرجل والمرأة في حرية التمتع بجميع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية.

وتستخدم الأحزاب الإسلامية مصطلحات مثل "الجنس" و "الجندر" و "النوع الاجتماعي" لتضليل الرأي العام.

والجنس يشير إلى السمات البيولوجية والفسيولوجية التي تميز الرجال والنساء.

أما الجندر فيتجذر في الأعراف الاجتماعية لا في البيولوجيا، ذلك أنه ينبع من التصورات المسبقة للمجتمعات المتعاقبة ومما يحدث عند مقارنة الرجال بالنساء وما ينتج عن ذاك.

وتُعّرف الأمم المتحدة النوع الاجتماعي بأنه: "الأدوار والسلوكيات والأنشطة والصفات المحددة اجتماعيا، والتي يعتبرها مجتمع ما مناسبة للنساء أو الرجال".

ويتضح من هذه التعاريف الدولية أن الاتفاقيات الاممية والعراقية لمواجهة العنف الاسري لا تعني الانحراف والمثلية، ولا تشكل خطرا على الأسرة والدين والتقاليد.

وتحتوي اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة سيداو على 30 مادة:

عَرّفت المادة الأولى مصطلح " التمييز ضد المرأة " بأنه أي تفرقة أو استبعاد أو تقييد يتم على أساس الجنس ويكون من أثاره أو أغراضه التقليل أو الاحباط بالاعتراف بأن للمرأة حقوق انسانية وحريات اساسية في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية أو في أي ميدان آخر، أو التقليل أو إحباط تمتعها بهذه الحقوق أو ممارستها لها، بصرف النظر عن حالتها الزوجية وعلى أساس المساواة بينها وبين الرجل.

وجاء في المادة الثانية: تشجب الدول جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وتتفق على أن تنتهج، بكل الوسائل المناسبة ودون إبطاء، سياسة تستهدف القضاء على التمييز ضد المرأة.

وقد صادقت على الاتفاقية معظم الدول العربية، ومن ضمنها العراق حسب القانون رقم (66) عام 1986، وبتحفظ على بعض بنود الاتفاقية، ولكن لحد الان لم تجرِ المصادقة على ملحقاته وبقي غير مطبق وغير فاعل.

وتجري اليوم اثارة هذه الأمور بسبب انتخابات مجالس المحافظات ومن اجل كسب رخيص لأصوات الناخبين، ومنع تمرير أي قانون يخدم المرأة ويحد من العنف الاسري، ويحمي حقوق النساء والأطفال.

ولا تزال قوانين العنف الأسري معطلة في أروقة مجلس النواب العراقي بسبب معارضة الأحزاب الإسلامية لها، في الوقت الذي شاركت فيه المرأة العراقية في التظاهرات العراقية التشرينية بكثافة مطالبةً بحقوقها وغدا أفضل لعائلتها واسرتها، قبل قمع التظاهرات بالعنف والقتل والترهيب.

لقد أن الاوان للتغيير في النهج والممارسة ونمط التفكير وطريقة إدارة البلاد، لصالح مشروع وطني مدني ديمقراطي، عبر تحالف وطني شعبي واسع عابر للانتماءات الطائفية والاثنية والأحزاب المتنفذة الإسلامية، يأتي بحكومة تنفذ مطالب الناس في الحرية والمساواة والتطور بعيدا عن القمع والتمييز والتفرقة والاقصاء، وتعطي المرأة العراقية واطفالها حقوقهم كاملةً، وتنهي العادات المهينة مثل زواج القاصرات والفصلية وجرائم (غسل العار) التي تفرضها الأعراف والعادات العشائرية التي تنتهك انسانية النساء والاطفال، وتضع حلا للعنف الاسري من خلال قوانين منصفة.

النص الكامل لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة - سيداو

https://www.hrw.org/legacy/arabic/un-files/text/cedaw.html

2 أب 2023

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
ندوة اللجنة الثقافية في الإتحاد الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا
البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم "المثلية الجنسية"
في عيد امنا الأرض، أطفالنا في خطر
مقتل نجمة التيك توك العراقية "أم فهد" بالرصاص في بغداد
انتفاض الطلاب الجامعيين ينتقل من جامعات أميركا إلى باريس، رفضاً للسياسة الأميركية تجاه الفلسطينيين وقطاع غزة
اتفاقية إدارة الموارد المائية مع تركيا تثير غضب خبراء المياه في العراق
تصاعد التوتر في جامعات أميركية وسط تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين
مراسم "طواف كرجال" عند الإيزيديين في دهوك
ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
اتفاق بين العراق وتركيا.. تخصيص عادل ومنصف للمياه العابرة للحدود
أردوغان يعلن نقطة تحول في العلاقات مع العراق ومباحثات واتفاقات تخص العماليين والمياه
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة