أكد الخبير في مجال الاهوار، جاسم الاسدي، يوم السبت، بأن الوضع المائي في مناطق الاهوار يزداد سوءاً يوما بعد آخر، فيما كشف عن وصول منسوب مياه الفرات لمستويات غير مسبوقة في قضاء الجبايش جعلت الأعشاب البرية تنمو بدلاً من قصب البردي.

وقال الأسدي في حديث لوكالة شفق نيوز، إن "الأزمة المائية التي تشهدها مناطق الاهوار جنوبي مدينة الناصرية مركز ذي قار، امتدت معه منذ 4 سنوات وهي أطول ازمة انخفاض مائي تشهدها الاهوار منذ عودتها للحياة مجدداً"، لافتا إلى أن "أطول ازمة مائية شهدتها الاهوار كانت عامين فقط، إلا ان هذه الازمة وصلت للعام الرابع تواليا ونخشى تبعاتها في الصيف المقبل".

وبيّن الأسدي، أن "مستوى المياه في نهر الفرات بقضاء الجبايش جنوبي محافظة ذي قار وصل إلى (29 سنتمتراً) وهو رقم للمرة الأولى نصل إليه بسبب الجفاف المائي الذي نعاني منه في العراق وانقطاع الأمطار، وكذلك انخفاض مناسيب مياه سدة حديثة إلى 700 مليون متر مكعب مائي فقط".

وأوضح الأسدي، أن "المستوى المائي في مناطق الاهوار حاليا يتم تغذيته من مياه نهر دجلة، عبر بعض القنوات المائية المختصرة للحفاظ على ما تبقى منها"، مشيراً إلى ان "الحشائش البرية باتت تنمو بشكل واضح في مناطق الاهوار التي انقطعت عنها المياه، بدلاً من القصب والبردي النبات الرئيسي في الاهوار بسبب شح المياه في بعض البرك المائية، حيث تبلغ أعلى نسبة مائية مغمورة بالمياه في الاهوار حاليا بمعدل (50 سنتمتراً)، بينما كانت في نهاية عام 2019 قبل دخولنا مرحلة الازمة المائية تقارب الـ2 متر ارتفاعاً في عمق الاهوار".

وتابع الأسدي، أن "الملوحة المائية في الاهوار بدأت ترتفع بشكل مخيف في بعض المناطق، مما أدى إلى حصول هجرتين داخلية، تتمثل بالانتقال إلى المناطق المائية الخالية من الأملاح، وخارجية برحيل مربي الجاموس إلى مناطق الفرات الأوسط في محافظات بابل والنجف وكربلاء".