الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
أقل من 350 عائلة مسيحية من أصل 7 آلاف تعيش جنوبي العراق
الإثنين 29-01-2024
 
المدى

معظم كنائس محافظة البصرة خالية بعدما هاجر أكثر من 80% من مسيحيي البصرة والناصرية والكوت والعمارة.

ووفق إحصائيات مجلس كنائس البصرة، كانت هناك أكثر من 7 آلاف عائلة مسيحية تعيش في جنوبي العراق بقيت منها في الوقت الحاضر أقل من 350 عائلة.

المشرف على كنيسة الكلدان، آرام صباح، يشير إلى "المخاوف من الهجرة"، منوّهاً إلى أن "أي مسيحي يجد فرصة لن يضيعها ويغادر إلى خارج العراق".

ويلفت إلى أن "كثيراً من الأسباب تدفع المسيحي إلى الهجرة خارج العراق"، موضحاً أن هذه الأسباب هي ضعف القانون وغياب الحقوق والتعامل معه كمواطن من الدرجة "الثالثة" بالمجتمع.

ويضيف صباح أن "هذا الشيء يؤلمنا حقيقة، لأن أغلب الأعداد التي غادرت العراق لم تغادر لأسباب عامة بل لأسباب خاصة، وهي أسباب تتعلق بالإقصاء والتهميش عبر الضغط والاجبار والاكراه وحتى التهديد بالقتل".

هناك 17 كنيسة في البصرة أغلقت منها 9 وأحرقت 2، وفي الكوت كانت هناك 30 كنيسة قبل عام 2003 بقيت منها 9 الآن، كما أن هناك 3 كنائس في الناصرية و4 في العمارة.

سكان البصرة قلقون من هجرة المسيحيين ويطالبون بعودتهم إلى المحافظة.

في هذا الصدد، يرى حبيب سعدون أنه "لا تفرقة في البصرة بين سني وشيعي وصابئي ومسيحي.. نناشد كل المسيحيين العودة إلى البصرة التي تنعم بالأمان والاستقرار".

من جانبه، أعرب الموظف عباس سيد عن الأمل في أن "يعود المسيحيون إلى بلدهم. الأمن مستتب كما ترون".

من جهته، يؤكد سجاد عبد الحسين "عدم التمييز بين مواطن وآخر. كلنا اخوة ولا تكون هناك تفرقة بيننا".

بحسب إحصائيات هيئة حقوق الإنسان العراقية عاش أكثر من مليوني مسيحي في محافظات وسط وجنود البلاد قبل عام 2003 بقي منهم أقل من 200 ألف في الوقت الحاضر.

وقبل نحو 10 سنوات، خلت الموصل بمحافظة نينوى العراقية من المسيحيين لأول مرة في تاريخ البلاد، بعد اجتياحها من تنظيم "داعش" الإرهابي صيف عام 2014.

والموصل، ثاني أكبر المدن العراقية بعد العاصمة بغداد، والتي خير مسلحو "داعش" سكانها المسيحيين بين الدخول في الإسلام، أو دفع الجزية، أو مواجهة حد السيف، ما دفعهم جميعا للنزوح.

وترك مسيحيو الموصل كنائسهم ومنازلهم وممتلكاتهم، إلى جانب ذكرياتهم وتاريخهم في المدينة العريقة، لعدم قدرة مؤسسات الدولة على حمايتهم من بطش التنظيم الإرهابي آنذاك.

لكن العراق استعاد، كافة أراضيه من قبضة "داعش" عام 2017، عقب معارك طاحنة خلفت دمارا في دور العبادة والممتلكات العامة والخاصة بمحافظة نينوى شمالا.

وعادت بعض الأسر المسيحية القليلة إلى الموصل وسهل نينوى، فيما نزحت معظم الأسر إلى مناطق أكثر أمناً وخاصة إقليم كردستان شمالي العراق.

والاستهداف الطائفي بالعراق لم يبدأ خلال حقبة "داعش"، بل يعود إلى عام 2003، عند سقوط نظام صدام حسين؛ إذ بات المسيحيون هدفا لهجمات متكررة شنتها جماعات إرهابية أبرزها تنظيم "القاعدة".

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2010، احتجز مسلحو "القاعدة" عشرات المسيحيين رهائن داخل كنيسة "سيدة النجاة" وسط بغداد، قبل إطلاق الرصاص عليهم، ما أسفر عن مقتل 60 شخصا وإصابة عشرات آخرين، في واحدة من أعنف الهجمات التي طالت أتباع الديانة بالعراق.

ومنذ سقوط نظام صدام عام 2003، تنامت معدلات هجرة المسيحيين من العراق إلى دول أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، وسط مخاوف خلو البلاد من سكانها المسيحيين.

ووفق تقرير لمفوضية حقوق الإنسان العراقية الرسمية، في مارس/ آذار 2021، فإن 250 ألف مسيحي فحسب لا يزالوا يقطنون العراق من أصل 1.5 مليون كانوا متواجدين قبل 2003.

وأشار التقرير آنذاك إلى أن "1315 مسيحيا قتلوا في العراق بين عامي 2003-2014، إضافة إلى نزوح 130 ألفا واختطاف 161 آخرين خلال فترة سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الموصل بين عامي 2014-2017".

وأجرى بابا الفاتيكان فرنسيس زيارة تاريخية إلى العراق في آذار/مارس 2021، استعصت على أسلافه بسبب التوترات الأمنية والاستهدافات الطائفية في البلد العربي.

عودة مشروطة

بدوره، قال رئيس الوقف المسيحي بالعراق رعد كججي، إن "هناك العديد من العوامل التي ساعدت على استمرار مسلسل هجرة المسيحيين من العراق".

وأوضح أن "عدم الاستقرار الأمني والسياسي والاستهداف الطائفي وانتشار عناصر التنظيمات الإرهابية وراء هجرة المكون المسيحي من العراق".

واستبعد كججي احتمال عودة المسيحيين المهاجرين إلى البلاد، مبينا أن "معظمهم قاموا ببيع ممتلكاتهم ومن الصعب العودة مرة أخرى".

ورجح رئيس الوقف المسيحي أن يكون عدد المسيحيين في عموم العراق، بما في ذلك إقليم كردستان، لا يتجاوز 500 ألف فحسب.

وخلال السنوات القليلة الماضية، باتت كنائس المسيحيين في العراق، باستثناء إقليم كردستان، إما خاوية أو مغلقة أو مدمرة، إذ قامت السلطات بمساعدة منظمات دولية بإعادة ترميم عدد منها في عموم البلاد.

فيما قال رئيس أساقفة الكنيسة الكلدانية في كركوك والسليمانية يوسف توما، إن "تناقص أعداد المسيحيين كان وراء إغلاق الكنائس في البلاد".

وأوضح توما، أن "التطرف في البلاد يعد أبرز الأسباب التي تقف وراء هجرة أبناء الديانة المسيحية من العراق".

وأضاف: "عودة المسيحيين إلى العراق مجددا مرتبطة بعدة أمور أبرزها الدور الحكومي الجاد بهذا الشأن من خلال إقرار تشريعات تجرم الاستهداف والتمييز الطائفي وسياسات تعمل على رفع الوعي المجتمعي".

وتُشكل المسيحية في العراق ثاني أكبر الديانات فيها من حيث عدد الأتباع بعد الإسلام، معظمهم من الآشوريين الأصليين، هناك أيضاً مجموعات صغيرة من الأرمن، والتركمان والأكراد والعرب.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
ردود فعل حادة بعد إقرار "قانون المثلية الجنسية" في العراق
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
ندوة اللجنة الثقافية في الإتحاد الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا
البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم "المثلية الجنسية"
في عيد امنا الأرض، أطفالنا في خطر
مقتل نجمة التيك توك العراقية "أم فهد" بالرصاص في بغداد
انتفاض الطلاب الجامعيين ينتقل من جامعات أميركا إلى باريس، رفضاً للسياسة الأميركية تجاه الفلسطينيين وقطاع غزة
اتفاقية إدارة الموارد المائية مع تركيا تثير غضب خبراء المياه في العراق
تصاعد التوتر في جامعات أميركية وسط تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين
مراسم "طواف كرجال" عند الإيزيديين في دهوك
ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
اتفاق بين العراق وتركيا.. تخصيص عادل ومنصف للمياه العابرة للحدود
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة