نحن عراقيون في مهب الريحخرجنا من طين الليلجروحنا معروضة للبيعودموعنا معلبة في فطور بارد وبلاستيكي
لعل خير نموذج للأمل رغم الخراب إنما يطلع من بين سطور (ذكرى 2)اليأس يحمل يديكالأمل وعليه رفيفهاكل مرة أعود وقد جفت أحلاميعلى نافذة النسيانأرقب يدها وهيّ تفك وثاق عزلتيكم من الوقت سيمضيدون أن تجف المياه التي أنبثقت من يديها
الحق أن مناشدات علي التي تتوزع على خمس وثلاثين قصيدة تتطلب منا أن نتوقف في محطاتها لنتأمل ونأمل أن لا تذبحنا أشواقنا ، فكم منا عرف وجع المعتقلات وغرف التحقيق المقيتة ومذاق الغربة والشوق إلى قبلات الحبيبة فلم ينكسر ، لكن رؤية بغداد أو أي شبر يذكرنا بالعراق إنما يذبحنا في كل لحظة تذكر من الوريد إلى الوريد.أن قصائد من نوع (شرفة رقيقة على دجلة) ، (يد لم تتلوث بعد) ، (لا إيقاع في المدينة) ، (مكنسة لحروف الوقت) ، (جنائن الموت المعلقة) وغيرها ، هيّ حالات متميزة في عالم الشعر ، ذلك أن الشاعر لا ينتقل بنا بين قصيدة وقصيدة أو مفردة وأخرى وإنما ينتقل بنا بين إيقاع موسيقي وآخر حتى يكمل معزوفته الموسيقية التي تتخذ من روحه الملتاعة بحب العراق آلة يعزف عليها إيقاعاته التي تجمع بين الجاز والبلوز وبين الإيقاع الموسيقي للدارمي العراقي ، حتى يخلص بنا إلى نوع من السوناتا الجياشة بشتى المشاعر الملتهبة والمشبعة بشوق عذابات لا تنتهي ، مثلها مثل تلك التي تنتاب المحبين وهل من محبة أعمق وأروع من محبة العراق بتفصيلات مدنه وشطآنه وسطوح منازله المنفتحة على السماء ، حيث صحونا وغفونا على صلوات أمهاتنا وأدعيتهن لنا (سالم وغانم يُمة) ، وإن ننسى فلا ننسى إبتساماتهن العذبة كمياه دجلة الرقراقة وماء الفرات الزلال، ولكن ما من لوعة أشد على قلوبنا وأقسى على أرواحنا مثل هذي التي تناتبنا ونحن نشعر بالعجز في حماية من نحب وهل من حبيبة مثل بغداد أو حبيب كالعراق.
بلادك أيها المجنون ... وان ضاقت أرضها بوردة .