الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
في الذكرى السادسة والعشرين لرحيله
الأربعاء 31-12-1969
 
ابو گاطع ... قالب الثلج في تموز

مركز الإتصالات الإعلامية ( ماتع ) :
ولد شمران الياسري عام 1926في محافظة واسط ، قضاء الحي ، قرية " المحيرجة " سابقا ، ناحية " الموفقية " حاليا . تتمتع أسرته بمكانة دينية خاصة في عموم المنطقة وأطرافها .
بدأ مشواره الصحفي قبل أن ينتمي الى الحزب الشيوعي العراقي عام 1956 ، ففي عام 1953 أصدر جريدة سرية أسمها – صوت الفلاح – مع أربعة فلاحين ومهندس زراعي ،
 أما بعد ثورة 14 تموز 1958 فعمل في بغداد ، في صحف صوت الأحرار ، البلاد ، الحضارة ، فضلا عن برنامجه الاذاعي الشهير " احجيها بصراحة يابو گاطع " الذي اجتذب ملايين المستمعين ، وقال عنه وزير ثقافة كردستان " فلك الدين كاكه ئي " ان الكرد كانوا ينتظرونه كما ينتظره فلاحو الجنوب والوسط وأهل المدن . توقف هذا البرنامج عام 1962 بعد اعتقال " ابو گاطع " لتوقيعه نداء السلم في كردستان . إنتقل بين سجون بغداد و بعقوبة والعمارة ، وبضربة حظ يطلق سراحه قبل يوم 8 شباط 1963 الأسود ليقصد الريف الشاسع ويختفي حتى 1968 .  أصدر خلال تخفيه صحيفة – الحقائق – وهي اسبوعية لسان حال اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في لواء الكوت . خلال هذه السنوات كان الحصان وسيلته للتنقل والتنظيم والبريد .بعد 1968 ، كتب في " التآخي " و " طريق الشعب " و " الفكر الجديد " وكان مديرا لتحرير مجلة " الثقافة الجديدة " واشتهر بعموده اليومي في طريق الشعب – بصراحة أبو گاطع – الذي دعا آلاف القراء الى قراءة الجريدة ليس من الصفحة الاولى كما هو معتاد بل من الصفحة التي يتصدرها عمود الصراحة . كان العمود مجساً وبارومترا ، منه يعرف القارئ أحوال المطبخ السياسي العراقي ، فكما كان أبو سعيد ( عبد الجبار وهبي ) رائدا من رواد العمود الصحفي في جريدة ( اتحاد الشعب ) ، صار أبو گاطع – أيضاً –   علما في الكتابة الصحفية وينهل من المدرسة ذاتها . أواسط السبعينات ، جرت محاولة لدهسه على طريق الكوت ، لكنها فشلت ، فأعدوا له تهمة تهريب السلاح بغية اعدامه ، لكنه التجأ الى براغ عام 1976 تحاشياً للأسوأ فقال عن نفسه أنا اول مهاجر في رحلة النفي التي بدأت بعد سنتين . كان آخر ممنوعاته مادة كتبها الى " طريق الشعب " قبل مغادرة بغداد .. تحدث فيها عن الظهر والظهيرة والظهير ، والظهير هو الحليف .. و يقصد البعثيين زمن الجبهة الوطنية .. هذه الجبهة التي في مجالسه الخاصة يطلق عليها تسمية " الجبحة " أي العثرة و السقطة .بعد سلسلة طويلة من الممنوعات التي غطت حياته طولا وعرضا ، رفضت وزارة الاعلام طبع رباعيته أو تعضيدها فاتخذت " الثقافة الجديدة " عام 1972 قرارا بنشر الرواية طالبة من راغبي اقتنائها تسديد ثمنها سلفاً ، فتم لـ " أبو گاطع " ما أراد .. فبعث رسالة الى وزارة الاعلام ، جاء فيها : " انني أحمل اصدقائي بين يدي .. أصدقائي الذين عايشتهم ليالي الشتاء الطويلة ، أحاورهم وأتخيلهم .. أبدل بعض ملامحهم ، أضيف عبارة ، أو أحذف لفظة ، وفي نهاية المسيرة مع " الدفترين " ( مخطوطة الرواية ) توطدت علاقتي مع " حسين " بطل الرواية على نحو عجيب .. أناجيه وأناغيه ، أحياناً أصغي الى أشعاره ، وكأنني أسمع صوته ، برغم مسافة السنين " . وهذه الرواية – الرباعية قال عنها الروائي الكبير غائب طعمه فرمان : " ربما لم يعرف الأدب العراقي الحديث كاتباً أوقف همه الأدبي والفكري والسياسي على الريف وقضية الفلاحين العراقيين مثلما أوقفه شمران الياسري ، بما جبل عليه من صراحة وصدق وتفتح خيال ، وبقدر ما أتاحت له طاقاته وأدواته الفنية " . في 17 آب 1981 توفي الكاتب والصحفي الكبير أبو گاطع " شمران الياسري " في براغ بحادث سيارة وهو في طريقه لزيارة ابنه ( جبران ) ، فووري جثمانه في مقبرة الشهداء ببيروت ، وأطلقت الثورة الفلسطينية 21 اطلاقة ، تحية وداع للرجل الذي قال عنه الفنان المبدع المعروف يوسف العاني " ظل شمران صديقاً حميماً مثل قالب الثلج في تموز " . اما عبد الحسين شعبان صديق " ابو گاطع " أيام براغ فيقول في شهادته عنه : " ان " أبو گاطع " بعد زيارة ابنه كان ينوي مغادرة – براغ – للتوجه الى العمل في الاذاعة السرية التي أعيد إفتتاحها في كردستان ( اذاعة الحزب الشيوعي العراقي – صوت الشعب العراقي ) اذ أخذ يشعر مع مرور الأيام ورغم مرضه ان مكانه وفعله المؤثر والحقيقي هو هناك في العراق – وكانت تعويذته الأخيرة قبل وفاته ، قوله ( لن أزرع اليأس في حقول الغربة ، اللهم لاتبارك في زرع ولاضرع من إدخر جهداً في فضح الفاشية البدوية التي تذبح أهلنا وجيراننا ، نقسم بالله وبالوطن وبالديمقراطية أن سنأخذ هذا النظام المجرم بجريرته حتى ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة ) وأعقب ذلك ( حي على الهجوم ، لاتردد ولاخيار ) . "

 
   
 


اقـــرأ ايضـــاً
ردود فعل حادة بعد إقرار "قانون المثلية الجنسية" في العراق
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
ندوة اللجنة الثقافية في الإتحاد الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا
البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم "المثلية الجنسية"
في عيد امنا الأرض، أطفالنا في خطر
مقتل نجمة التيك توك العراقية "أم فهد" بالرصاص في بغداد
انتفاض الطلاب الجامعيين ينتقل من جامعات أميركا إلى باريس، رفضاً للسياسة الأميركية تجاه الفلسطينيين وقطاع غزة
اتفاقية إدارة الموارد المائية مع تركيا تثير غضب خبراء المياه في العراق
تصاعد التوتر في جامعات أميركية وسط تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين
مراسم "طواف كرجال" عند الإيزيديين في دهوك
ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
اتفاق بين العراق وتركيا.. تخصيص عادل ومنصف للمياه العابرة للحدود
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة