فصة قصيرة
شريف الخفاجي
اتدري انني اجلس كل يوم على هذه الصخرة في غيابك..ارقب الموج ..اناجيه واحدثه عنك كثيرا .. اسأله حتى ظننت انه يضيق بي ذرعا عندما يهدر صوته..سألته مرارا وكأنني اشعر انه يعلم عنك شيئا ما..كنت افتش بنظري بدقة متناهية تفاصيل السفن المبحرة شرقا وغربا وهي تشق ظهر الماء.. تتبع عيناي الزبد خلفهاالى ان يتلاشى
كانت تحدثه بحرقة وهو جاثم خلفها على نفس الصخرة..لاينظر كلاهما للاخر..يتعمدان عدم التقاء عيونهما خوفا من عتب آت...كانت تمد يديها لتلقط حصاة من هنا وهناك وترميها بلامبالاة ..وتسمر عينيها على دوائر الماء لتقب اتساعها وتلاشيها.._ اتدري؟؟كم تمنيت ان اجلس على صخرة كهذه في ام قصر انتظر مقدمك على ظهر سفينة تحمل علما عراقيا.. انها امنية مجنونة اليس كذلك؟؟_ ام قصر؟؟ اين هو قصرها؟؟انها ام كوخ الان ياحبيبتي.. لن تجدي مكانا كهذا هناك.. فلقد استحوذ السماسرة والقراصنة على كل اماكنها..سكتا واجمين لبرهة .. كان منهمكا بصنع زورق ورقي.. اعتنى بقياساته..مد يده فوق كتفها ليعطيها اياه.. حملته على كفيها وخطت بحذر غريب..كمن يحمل وليدا اطلق صراخه الاول للتو..انحنت ووضعته على الماء ساحبة كفيها من تحته بهدوء_ اتظن انه سيصمد امام موجة قادمة؟؟مطّ شفتيه ولم ينطق بحرف واحد ظل يرقب الزورق الورقي وهو يتهادى فوق الموج مقلبا الاف الاسئلة والافكار في مخيلته.. قطع صمته تساؤلها.._لكن اين العلم ؟؟ لم ترسم عليه علما كما اخبرتك عن امنيتي_ علم؟؟؟ هههههههههههه لم ينته البرلمانيون من اقرار الوانه بعد ثم اني لااملك الا قلم بلونٍ واحد....ثانية عادا لصمتهما واجمين .. ليس سوى الحيرة تخيم على المكان.. كانهما ينتظران تحطم الزورق.. او نهاية شيء اخر...ابتعد الزورق عن عيونهما او ربما الظلمة التي فرشت عبائتها كانت هي المنقذ لهما من انتظار سيطول...._______________ احببتكَ يومَ قتلتيني وتركتِ البحرَ على صدري